×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿يُنَبَّؤُاْ ٱلۡإِنسَٰنُ أي: يُخبر الإنسان، ﴿يَوۡمَئِذِۢ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ بما قَدَّم لآخرته، وما أَخَّر في الدنيا.

وقيل: ﴿بِمَا قَدَّمَ من الطاعة، ﴿وَأَخَّرَ من المعاصي.

وقيل: ما قَدَّم في أول عمره، وما أَخَّر في آخِر عمره، لا يُترك شيء من أعماله.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ: مع كون الإنسان يُنَبَّأ بما قَدَّم وأَخَّر في الكتاب الذي سُجِّل عليه ودُفِع إليه. أيضًا: تَشهد عليه أعضاؤه وجلده، فتكون حُجة عليه. فمع أنه يعطى هذا الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاَّ أحصاها، وسَجَّلته عليه الملائكة الحفظة، أيضًا: نفسه تَشهد عليه، جسمه يشهد عليه.

﴿وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ أي: إنه لو أراد أن يعتذر يوم القيامة، فليس الوقت وقت اعتذار، ولا ينفع الاعتذار، فلو اعتذر شهدت عليه أعضاؤه وجلده، فلا ينفعه الاعتذار.

ثم إن الله سبحانه وتعالى وَجَّه رسوله صلى الله عليه وسلم، ماذا يعمل عند نزول الوحي عليه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي يشتد به الأمر، ويستعجل في قراءة القرآن الذي يلقيه عليه جبريل عليه السلام، يخشى أن ينساه صلى الله عليه وسلم، فيُحَرِّك لسانه وشفتيه قبل أن ينهي جبريل عليه السلام القراءة عليه.

فالله سبحانه وتعالى تَعَهَّد له صلى الله عليه وسلم بأن يحفظ عليه هذا القرآن، ولا يحتاج صلى الله عليه وسلم أن يكلف نفسه لحفظه.

فقال سبحانه وتعالى: ﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ ﴿بِهِۦ أي: بالقرآن وقت نزوله عليك، ﴿لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَعۡجَلۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مِن قَبۡلِ أَن يُقۡضَىٰٓ إِلَيۡكَ وَحۡيُهُۥۖ [طه: 114]، بل استَمِع إلى جبريل عليه السلام حتى يُنهي ما جاء به براحة وطُمأنينة.


الشرح