يخشى
أن تكون الساعة ([1])؛
لأنه لا يَعلم قيام الساعة إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ومن علاماتها كسوف الشمس
وخسوف القمر.
وأما
هؤلاء الذين يقولون: «ليس هناك عبرة في الخسوف والكسوف، وهو شيء طبيعي، وهذا شيء
عادي يُعْرَف بالحساب!!».
فَهُم
لا يدرون أن ما وراء الخسوف والكسوف شيء لا يعلمون متى يحصل، وهو قيام الساعة،
وذلك لجهلهم بذلك، فكونه يُدْرَك بالحساب لا يَمنع أن يكون عند حدوثه قيام الساعة،
وهذا ما تخوف منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا
حصلت هذه الدواهي والأهوال يقول الإنسان الذي كان يُكذِّب بالبعث والنشور، يقول
الإنسان الكافر: ﴿يَقُولُ
ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ﴾:
من هذه الأهوال، وما يعقبها من الجزاء والحساب؟!
قال
سبحانه وتعالى: ﴿كَلَّا﴾: هذا نَفْي، أي: ليس هناك مفر.
﴿لَا وَزَرَ﴾: و«الوَزَر»: هو الجبل الذي يتحصن
به الخائف. أو القصر المنيع الذي يتحصن به الخائف في الدنيا.
﴿إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ﴾
أي: ليس لهم مَحيد عن الله جل جلاله، فكلهم يلاقي الله يوم القيامة: المؤمن
والكافر، ولا يختفون، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ
مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا
بِسُلۡطَٰنٖ﴾ [الرحمن: 33].
ما لهم مهرب عن الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿هُنَالِكَ تَبۡلُواْ كُلُّ نَفۡسٖ مَّآ أَسۡلَفَتۡۚ وَرُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۖ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ﴾ [يونس: 30].
([1])كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (1044)، ومسلم رقم (901).