﴿وَلَقَّىٰهُمۡ
نَضۡرَةٗ﴾: «النَّضْرة»: هي اللون الحسن، والمنظر البهي في وجوههم
﴿وَسُرُورٗا﴾
أي: في نفوسهم.
﴿وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ﴾: جزاهم
الله سبحانه وتعالى بما صبروا في الدنيا على المشاق وعلى المكاره وعلى الشدائد،
ولم يجزعوا؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ
فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا﴾ في أول السورة، فهؤلاء ابتُلوا
فصبروا.
﴿جَنَّةٗ﴾: جنة عَرْضها السموات والأرض، لا يعلمها إلاَّ
الله سبحانه وتعالى.
﴿وَحَرِيرٗا﴾: فلباسهم في الجنة من الحرير، وهو
أطيب الملابس وألين الملابس، وأنعمها وأحسنها منظرًا.
﴿مُّتَّكِِٔينَ﴾: على السُّرُر. والاتكاء يدل على
الراحة، فالمتكئ مرتاح.
﴿فِيهَا﴾ أي: في
الجنة، ﴿لَا
يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا﴾ أي:
حَرًّا، ﴿وَلَا
زَمۡهَرِيرٗا﴾ أي: بردًا. فهم لا يقاسون من
حَرّ أو من بَرْد، بل يكونون بين الحَرّ والبَرْد.
﴿وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلَٰلُهَا﴾ أي: ظلال الجنة. فهم في ظلال باردة طيبة، فأينما كانوا
فهم مُظلَّلون، ما عندهم شمس ولا عندهم برد، أينما ذهبوا وأينما جلسوا في الجنة
فكلها مُظلَّلة.
﴿وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا تَذۡلِيلٗا﴾:
﴿وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا﴾
أي: قُرِّبت إليهم الثمرات، فهي سهلة التناول.
نسأل الله من فضله،
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
***
الصفحة 9 / 524