×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ: وليست من الزجاج، ولكنها في صفائها ولونها وجمالها في شكل القوارير من الزجاج، وهي في مادتها من الفضة؛ لأن أواني الجنة من الذهب أو من الفضة، وهي مخلوقة للبقاء والدوام، لا تتكسر كما في الدنيا.

﴿قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا أي: قَدَّرها أهل الجنة على حَسَب حاجتهم، أو قَدَّرها الخدم والغلمان الذين يطوفون بها على أهل الجنة. فهي لا تَزيد عن حاجتهم ولا تنقص عن حاجتهم، قَدَّروها بحَسَب الحاجة لا تَزيد ولا تَنقص.

﴿وَيُسۡقَوۡنَ فِيهَا كَأۡسٗا، ﴿وَيُسۡقَوۡنَ: أي: أهل الجنة، يَسقيهم الخدم.

و «الكأس» المراد بها: الخمر. فالجنة فيها خمر، لكنها خمر طيبة مسلوبة عنه صفات خمر الدنيا، فخمر الدنيا خبيثة ومحرمة وضارة، وأما خمر الآخرة، فهي طيبة ولذيذة وصحية، ليس فيها غَوْل، أي: لا تؤثر على العقول كما في خمر الدنيا.

﴿كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا: الزنجبيل: نَبْت طيب الرائحة، لذيذ المذاق. ولكن ما في الدنيا يختلف عما في الآخرة، فالأسماء والمعاني موجودة ومشتركة، فالدنيا فيها زنجبيل وكذلك الآخرة فيها زنجبيل، والجنة فيها أعناب والدنيا فيها أعناب، الدنيا فيها رمان والجنة فيها رمان، والدنيا فيها نخيل وكذلك الجنة فيها نخيل. ولكن ليس في الدنيا إلاَّ نموذج مما في الآخرة، وهو يختلف اختلافًا كبيرًا.

﴿عَيۡنٗا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلۡسَبِيلٗا: السلسبيل: هو الشيء السلسل. فشرابها سلسل طيب المذاق.

﴿وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ أي: لا يموتون، ولا يَهْرَمون ولا يَكْبَرون، بل يستمرون على شبابهم وجمالهم ونظافتهم.


الشرح