﴿إِذَا
رَأَيۡتَهُمۡ﴾ أي: إذا رأيت هؤلاء الغلمان،
﴿حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا﴾:
واللؤلؤ هو الجواهر الطيبة النفيسة التي تُستخرج من البحر، وهي من أجمل أنواع
الحلي في صفائها ولونها وجمال منظرها. ﴿مَّنثُورٗا﴾ من
عقده منتشرًا.
﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ﴾ أي:
وإذا نظرتَ ﴿ثَمَّ
رَأَيۡتَ﴾ أي: هناك، ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ
رَأَيۡتَ﴾: وإذا رأيت الجنة، وأهلها وخدمها رؤية عامة، ﴿نَعِيمٗا﴾ مناظرها ناعمة جميلة ﴿وَمُلۡكٗا كَبِيرًا﴾ أي: ليس له حدود، فأدنى أهل الجنة
يُعْطَى أمثال الدنيا وما فيها.
ثم
ذَكَر سبحانه وتعالى لباسهم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿عَٰلِيَهُمۡ ثِيَابُ سُندُسٍ﴾:
«السندس»: هو ما رق من الحرير، ﴿خُضۡرٞ وَإِسۡتَبۡرَقٞۖ﴾: «الإستبرق»: هو ما غلظ من الحرير.
ولون ثيابهم من اللون الأخضر، ﴿عَٰلِيَهُمۡ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضۡرٞ وَإِسۡتَبۡرَقٞۖ﴾:
وهو أجود أنواع الأقمشة في الدنيا، ويُحَرَّم على الرجل.
﴿وَحُلُّوٓاْ أَسَاوِرَ﴾ أي: أُلْبِسوا في أيديهم، ﴿مِن فِضَّةٖ﴾:
وليست من الحديد أو غيره، بل من فضة الجنة.
﴿وَسَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابٗا طَهُورًا﴾:
للأبدان وللبطون وللقلوب. فهذا الشراب يُطَيِّب؛ كما أن مظاهرهم طيبة، فإن الله
سبحانه وتعالى أيضًا يُطَيِّب بواطنهم بهذا الشراب، الذي يُطَهِّر قلوبهم،
ويُطَهِّر صدورهم، ويُطَهِّر أجوافهم من العلل والأسقام والتغيرات!! فأهل الجنة لا
يبولون ولا يتغوطون، وإنما يصيبهم الرشح، وهو شيء من العَرَق رائحته أطيب من
المسك.
ويقال لهم: ﴿إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمۡ﴾ أي: ما ذُكِر من هذه الأوصاف، ﴿جَزَآءٗ﴾ على أعمالكم.