×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ومما يستعين به رسول الله صلى الله عليه وسلم على تبليغ الرسالة: ذكر الله؛ ولهذا قال جل جلاله: ﴿وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ أي: لازِم الذِّكر والدعاء والاستغفار في الصباح والمساء، الأوراد الشرعية والأذكار والأدعية، هذا يُعِينك على مشاق الحياة ويُعِينك على العمل، فالذِّكر يُحيي القلب ويُعِينك وينشطك على العبادة.

ويكون الذِّكر ﴿بُكۡرَةٗ في أول النهار، ﴿وَأَصِيلٗا في آخِر النهار.

* هذه هي الأمور التي يُواجِه بها أذى الكفار:

الأمر الأول: ﴿فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ.

والثاني: ﴿وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا.

والثالث: ﴿وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا.

والرابع: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا: وهو تهجد الليل، فقيام الليل له تأثير عجيب في المسلم إذا اعتاده وإذا داوم عليه، ولو كان قليلاً؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ، ما قال سبحانه وتعالى: «والليل كله فاسجد له»، ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ أي: خَصِّص جزءًا من الليل، داوم عليه؛ يُعِينك على دنياك وآخرتك.

﴿وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا: سَبِّح الله ونَزِّهه عما لا يليق به.

ثم ذَكَر الله سبحانه وتعالى حالة هؤلاء المعرضين والمعارضين من الكفار والمشركين والمنافقين، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمٗا ثَقِيلٗا، إن هؤلاء المعارضين والمُعْرِضين يحاولون أن يجعلوك تتنازل عن القرآن، ما السبب؟ السبب هو أنهم ﴿يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ، وهذا القرآن يحذرهم منها ومن الاغترار بها. والقرآن يريد منهم أن يعملوا للآخرة، وهم لا يؤمنون بالآخرة.


الشرح