«إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا
بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ، أَوْ لِيَصْمُتْ»
([1]).
وعَنِ
ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَقُولُ: وَالْكَعْبَةِ!!
فَقَالَ: لاَ تَحْلِفْ بِغَيْرِ اللهِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ»
([2]).
فالحلف
أو القَسَم بغير الله سبحانه وتعالى بالنسبة للمخلوق - شِرْك محرم شديد التحريم.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ
عُرۡفٗا ١ فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا ٢ وَٱلنَّٰشِرَٰتِ
نَشۡرٗا ٣ فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا﴾.
«المرسلات»:
قيل: إنها الملائكة. وقيل: هي الرياح. وكذلك ما بعدها، أوصاف للرياح؛ لأن الرياح
فيها عبرة وفيها فوائد، فهي رحمة وتكون أحيانًا عذابًا، يرسلها الله سبحانه وتعالى
بالرحمة ويرسلها بالعذاب.
فالعلماء
على قولين: أنه يراد بها الملائكة. أو أن المراد بها الرياح. والله أعلم.
وعلى
كل حال، فإن هذه المذكورات سواء كانت الملائكة أو الرياح، فهي آيات من آيات الله
سبحانه وتعالى.
وقوله
جل جلاله: ﴿عُرۡفٗا﴾
أي: متتابعة، كَعُرْفِ الفَرَس. وقيل: «العُرْف»: ما هو ضد المنكر؛ كما قال سبحانه
وتعالى: ﴿خُذِ
ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾
[الأعراف: 199].
﴿فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا﴾، هي الملائكة، يرسلها الله سبحانه وتعالى بأوامره. أو: الرياح يسخرها بما يشاء في هذا الكون: إما بالعذاب وإما بالرحمة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6108)، ومسلم رقم (1646).