×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿وَٱلنَّٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا: قيل: هي الملائكة تَنشر ما أَمَرها الله بنشره. وقيل: هي السحاب، تَنشر النبات، أي: تحييه بعد موته. وقيل: هي الرياح تَنشر السحاب في السماء.

﴿فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا: وهي الرياح أو الملائكة. فـ «الفارقات» تفرق بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال.

﴿فَٱلۡمُلۡقِيَٰتِ ذِكۡرًا وهي الملائكة، تُلْقِي الذِّكر بأمر الله سبحانه وتعالى، وتنزل بالوحي من الله عز وجل، وبالأوامر وبالنواهي.

﴿عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا أي: هذا الذي تنزل به الملائكة إما حُجة من الله على خلقه، أو نذير للمكذبين.

﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٞ: هذا جواب القَسَم.

﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ أي: إن ما توعدون من البعث والحساب والجزاء والجنة والنار، وما يكون في يوم القيامة ﴿لَوَٰقِعٞ: لا محالة.

فهذه أقسام من الله سبحانه وتعالى على أن ما وَعَد به من البعث... إلى آخره - أنه واقع لا محالة، ولا يمكن أن يتأخر عن وقته. فلا وجه للتشكيك فيه أو لتكذيبه، فمَن كَذَّب به فهو مُكَذِّب بالحق ومُكَذِّب بأمر لابد أن يقع، ولابد أن يندم هذا المُكَذِّب على تكذيبه، ويفرح به المؤمنون.

أقسم الله سبحانه وتعالى ليُبْطِل كيد هؤلاء ويُكذِّبهم وينذرهم ما داموا على قيد الحياة؛ ليتوبوا إلى الله عز وجل، ولا يتشككوا في يوم البعث، ويستعدوا له بالأعمال الصالحة وتَرْك الأعمال السيئة!!

فلابد أن تلقاه سبحانه وتعالى، فبأي شيء تلقاه؟ هل تلقاه بعمل صالح، أم تلقاه بعمل سيئ؟ فلابد أنك ملاقيه، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ [الانشقاق: 6]، فلابد أن تلقى الله سبحانه وتعالى، فانظر بماذا تلقى الله عز وجل.


الشرح