تأمل يا أخي، تأمل مصيرك ما دمت في زمن الإمكان،
فالمذنب يتوب، والمؤمن يزداد من الخير، عندك مهلة، قدرة، طاقات لا تعطلها، واغتنم
فرصتك، اغتنم حياتك قبل موتك، تنبه لنفسك!!
ومتى
يكون هذا؟ بَيَّنه بقوله جل جلاله: ﴿فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتۡ﴾ أي: ذهب
ضوءها، فإذا جاء الميعاد طُمِسَت؛ لأنه قد انتهى وقتها وأجلها. وفي آية أخرى قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا
ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ﴾ [التكوير: 2]، وفي آية ثالثة قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا
ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ﴾ [الانفطار: 2]، أي: انتثرت من
السماء وتساقطت، فهذه أحداث هائلة.
﴿وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتۡ﴾:
تتفتح بعد أن كانت ملتحمة وكانت قوية، فإنها تتفتح؛ لأنه انتهى أجلها وتغير الكون،
وحَلَّ يوم القيامة.
﴿وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ نُسِفَتۡ﴾: ﴿وَإِذَا ٱلرُّسُلُ﴾
هم الأنبياء، ﴿أُقِّتَتۡ﴾
أي: جُعِل لها ميقات، يجمعها الله سبحانه وتعالى فيه، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَوۡمَ يَجۡمَعُ ٱللَّهُ
ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبۡتُمۡۖ قَالُواْ لَا عِلۡمَ لَنَآۖ إِنَّكَ
أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ﴾ [المائدة:
109].
﴿لِأَيِّ يَوۡمٍ أُجِّلَتۡ﴾: هذه الرسل؟
وقوله:
﴿لِأَيِّ يَوۡمٍ﴾:
تفخيم لهذا اليوم.
﴿لِيَوۡمِ ٱلۡفَصۡلِ﴾: الحُكْم بين الخلائق، فيوم
القيامة يُفْصَل في الخصومات والمنازعات والاختلافات كلها، يَفصل الله سبحانه
وتعالى فيها بحكمه العدل.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ﴾: هذا سؤال تفخيم وتهويل.
ثم قال: ﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ﴾: ﴿يَوۡمَئِذٖ﴾ أي: إذا حَلَّ هذا اليوم، فالويل للمكذبين الذين كَذَّبوا به وجحدوه وأنكروه، ونَسُوه وتغافلوا عنه، ويل لهم إذا حَلَّ بهم هذا اليوم!!