×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم ذَكَر الأدلة سبحانه وتعالى على يوم الفصل، فقال: ﴿أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ أي: الأمم السابقة من قوم نوح وعاد وثمود، وقوم إبراهيم والمؤتفكات وأصحاب مدين؟ أين هم؟ آثارهم باقية، وديارهم باقية، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ [النمل: 52]، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةِۢ بَطِرَتۡ مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ وَكُنَّا نَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثِينَ [القصص: 58]، وهم أهلكهم الله سبحانه وتعالى.

﴿ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ أي: مَن عَمِل مثل عملهم، وكَذَّب الرسل مِن آخِر الأمم. يَعتبر بهذا، هم كَذَّبوا وتمردوا، وعَصَوْا وعَتَوْا، لكن هل تَحَصَّنوا من الله سبحانه وتعالى ؟

﴿كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ: أي: مِثل ما فعلنا بالأولين نفعل بالمجرمين. فكل مجرم عَمِل عملهم فلابد أن يَلحق بهم، ولا يبقى إلاَّ وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ أي: ويل في هذا اليوم، ﴿وَيۡلٞ: و«الويل»: كلمة عذاب وتهديد. وقيل: وادٍ في جهنم، لو سُيِّرت فيه جبال الدنيا، لذابت من شدة حره.

ثم ذَكَر سبحانه وتعالى دليلاً آخر، فقال سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ: هنا احتج الله سبحانه وتعالى ببداءة الخلق على الإعادة، فالذي قَدَر على البداءة والإنشاء من العدم قادر على أن يعيد هؤلاء إلى حياة أخرى.

ومن الأدلة على ذلك: بَدْء الخلق، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأٓخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [العنكبوت: 20].


الشرح