×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

و «الماء المَهين»: هو الضعيف، وهو المَنِيّ، يُخلق منه هذا الإنسان، أولاً نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم بعد ذلك يُصَوِّره سبحانه وتعالى، ويجعل منه السمع والبصر والعروق والعظام واللحم، ويُكَوِّنه خلقًا سويًّا، في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة التي على الجنين في الرحم، يصل إليه خَلْق الله سبحانه وتعالى وتدبيره وهو في هذا المكان، ولا أحد يقدر أن يصل إليه إلاَّ أمر الله.

فما دمنا أننا خلقناكم من ماء مهين، فنحن قادرون على إعادتكم وإخراجكم من القبور مرة ثانية!!

وهذا فيه رَدٌّ على الذين يستبعدون البعث ويقولون: ﴿وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدٗا [الإسراء: 49]، ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبٗا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخۡرَجُونَ [النمل: 67].

﴿فَجَعَلۡنَٰهُ أي: جعلنا هذا الماء المَهين ﴿فِي قَرَارٖ مَّكِينٍ وهو رحم المرأة، ولا يمكن أن يسقط منه أو ينزل، بل متمكن في هذا الرحم، محفوظ فيه.

﴿إِلَىٰ قَدَرٖ مَّعۡلُومٖ: وهو مدة الحمل: إما ستة أشهر، أو تسعة أشهر وهذا هو الغالب. وقد يَزيد عن تسعة أشهر، ولكن الغالب هو تسعة أشهر. وقد ينزل من رحم أمه ويولد لستة أشهر ويعيش، فأقل مدة للحمل هي ستة أشهر.

﴿فَقَدَرۡنَا: «قَدَرْنَا» مخفف من «قَدَّرْنَا» من القَدَر، ﴿فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ: نحن. فقَدَرُنا متقن، لا يتغير ولا يتبدل ولا يتأخر ما قَدَّره الله سبحانه وتعالى.


الشرح