×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ أي: هل المكذبون بالبعث يمكنهم أن يُكَذِّبوا بالبداءة التي ذكرها الله في هذه الآيات؟

﴿وَيۡلٞ أي: يوم القيامة، ﴿لِّلۡمُكَذِّبِينَ المكذبين بهذا في الدنيا. وأما في الآخرة فلا أحد يُكَذِّب. وعند الموت كُلٌّ يؤمن. ولكن التكذيب والتصديق والإيمان والكفر والنفاق هذا إنما يكون في الدنيا فقط.

﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا ٢٥ أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا: هذا دليل ثالث، ﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا؟

تعيشون على ظهرها، وتُدفنون في بطنها، ثم تُخْرَجون منها يوم البعث. ولهذا قال تعالى: ﴿أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا أي: تعيشون على ظهرها أحياءً، وتُدفنون في بطنها أمواتًا.

وانظروا كيف أن الله سبحانه وتعالى خص الإنسان بالقبر، ولم يجعله مثل البهائم التي تموت وتُلْقَى جِيَفها على وجه الأرض!! لأن هذا الآدمي اعتنى به الله، فجَعَل له الأرض يعيش على ظهرها، ويُحفظ في بطنها، ثم يُبعث منها يوم القيامة لجزائه.

﴿وَجَعَلۡنَا فِيهَا أي: في الأرض، ﴿رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ، هي الجبال، جعلها الله سبحانه وتعالى لتثبيت الأرض لئلا تضطرب بأهلها. فلا يمكن السير عليها والبنيان عليها ولا العيش عليها لولا أن الله سبحانه وتعالى ثَبَّتها بالجبال الراسيات الشامخات المرتفعة.

﴿وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا أي: عذبًا. قال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلۡمَآءَ ٱلَّذِي تَشۡرَبُونَ ٦٨ ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ [الواقعة: 68- 69] أي: من السحاب، ﴿لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا أي: مالحًا لا يمكن شربه ﴿فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ [الواقعة: 70].


الشرح