ففي هذا أهمية الصلاة، وأن تركها هو أعظم أسباب
دخول النار والعذاب، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ
وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45]، فالصلاة
تربي المسلم، تربيه على الطاعة وعلى ترك المعصية، قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ
إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ
ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت:
45].
ثم
قال سبحانه وتعالى في ختام هذه السورة العظيمة: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثِۢ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ﴾ أي: أنهم إذا لم يؤمنوا بما في هذه السورة وينتفعوا،
فبماذا يتعظون؟!
لأن
القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى، وهو حديث الله، والمُتحدِّث به هو الله جل
جلاله. فأنت حينما تسمع موعظة أو كلمة، أو تقرأ خطبة، فإنك تقول: هذا كلام فلان.
لكن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فإذا
لم يؤمنوا بالقرآن، فبأي شيء يؤمنون؟!
فهذه
سورة عظيمة، وفيها وعيد وتهديد، وفيها وَعْد من الله سبحانه وتعالى للمتقين، وفيها
بيان مصير الخلائق يوم القيامة، كأنك تشاهدها، فما ذَكَره سبحانه وتعالى فهو حقٌ
يقين، لا يتخلف ولا يتغير ولا يتبدل أبدًا!!
ولهذا
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبه يقول: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ
خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ
الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا...» ([1])،
فخير الحديث كتاب الله سبحانه وتعالى.
فهذا فيه التنويه بشأن القرآن وتعظيم هذا القرآن، وأنه السبب في الإيمان وهداية القلوب، ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ
([1])أخرجه: مسلم رقم (867).