×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وهذا وعيد لكل مَن تهاون في الصلاة، إذا أَمَرهم أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أهل الحِسبة - بالصلاة، فإنهم يستهزئون بهم ويستكبرون عن الصلاة. بل إن منهم مَن يقول: «إن الدين ليس في الصلاة، وإنما الدين بالقلب»، ويَسْخَرون من الصلاة، ويقللون من شأن المساجد وصلاة الجماعة فيها، ويُهونون على الناس أمر الصلاة ويُزهدونهم في الصلاة، ويحاولون بشتى الوسائل أن يمنعوا هذه الصلاة بكتاباتهم وبألسنتهم، وبتصرفاتهم.

فأثقل شيء عليهم هو الصلاة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ [البقرة: 45]، فالصلاة كبيرة على غير الخاشعين.

ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» ([1]).

فالصلاة ثقيلة عليهم، ولكن أثقلها هاتان الصلاتان.

وليس هذا خاصًّا بالمنافقين الذين كانوا في وقت نزول القرآن، بل هو عام في المنافقين إلى أن تقوم الساعة، فكل زمان يوجد فيه المنافقون، ما دام أنه يوجد قوة الإيمان ويوجد الإسلام فإنه يوجد النفاق، حكمة الله سبحانه وتعالى.

وأول مَن تَكَبَّر هو إبليس، لما أَمَره الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم أَبَى واستكبر وكان من الكافرين، فهو قائد وإمام لكل مَن لم يُصَلِّ إلى أن تقوم الساعة!!


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (657)، ومسلم رقم (651) واللفظ له.