وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عُذِّبَتِ
امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ، لَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَتْرُكْهَا
تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَْرْضِ» ([1]).
لأن
الله سبحانه وتعالى كَتَب الإحسان على كل شيء، فينبغي على المسلم أن يتصف بالإحسان
في هذه الدنيا؛ لينال جزاء المحسنين يوم القيامة؛ كما قال سبحانه وتعالى في سورة
«الذاريات» لَمَّا ذَكَر أهل الجنة: ﴿ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ
ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ﴾ [الذاريات: 16].
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَيۡلٞ
يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ﴾: الذين يُكَذِّبون بالجنة والنار
والجزاء والحساب، ويقولون: إنما هذه خرافات وتقاليد، وليس لها حقيقة!!
ثم
إن الله سبحانه وتعالى التفت في الخطاب إلى الكفار، فقال لهم: ﴿كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ
قَلِيلًا﴾: كلوا أيها الكفار في الدنيا، وتمتعوا بكفركم؛ فإن هذا
لا يغنيكم شيئًا وستندمون عما قريب!!
﴿كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ﴾، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى
لَّهُمۡ﴾ [محمد: 12]. وقال سبحانه
وتعالى: ﴿وَجَعَلُواْ
لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِۦۗ قُلۡ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ
مَصِيرَكُمۡ إِلَى ٱلنَّارِ﴾ [إبراهيم: 30].
وهذا
من باب التحذير لهم؛ لئلا يستمروا على طغيانهم وكفرهم وغفلتهم.
والسبب:
﴿إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ﴾
من الإجرام، وهو الخروج عن حدود الله سبحانه وتعالى وعن طاعته.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَيۡلٞ
يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ﴾: المكذبون بما ذُكِر في هذه السورة
من أنواع الوعد والوعيد والتهديدات.
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ﴾: من صفات الكفار أنهم أَبَوْا أن يُصَلُّوا.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2243).