ويكون ذلك: ﴿يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ﴾، والصور
هو: القرن الذي يَنفخ فيه إسرافيل عليه السلام. ﴿فَتَأۡتُونَ﴾، أي: تأتون أيها الخلق إلى ربكم
وإلى لقائه، ﴿أَفۡوَاجٗا﴾،
أي: جماعات، الأولون والآخِرون.
وحينئذٍ
تُفتح السماوات، قال تعالى: ﴿وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَٰبٗا﴾،
للملائكة ينزلون منها. قال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ وَنُزِّلَ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا﴾ [الفرقان:
25]. وقيل: ﴿وَفُتِحَتِ
ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَٰبٗا﴾، أي: أن السماء تتشقق بعد أن كانت
قوية صامدة، فإنها تتشقق وتتفطر لأنه قد انتهى أجلها.
كما
قال عز وجل: ﴿وَإِذَا
ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ﴾ [التكوير:
3]، فالجبال الثابتة الرواسي طارت من أماكنها، وسارت في الهواء وكانت هباءً
منبثًّا. ﴿وَسُيِّرَتِ
ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا﴾، والسراب هو: ما يلوح وقت الهجير
من إشعاع الشمس على القيعان، يحسبه الظمآن ماء.
﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادٗا﴾،
أي: تكون النار في هذا اليوم مُرْصَدة ومُعَدة للكافرين على طريقهم، لا يتخلصون
منها وليس لهم عنها مهرب.
﴿لِّلطَّٰغِينَ مََٔابٗا﴾، أي:
مرجعًا للطاغين الذين طَغَوْا على أوامر الله سبحانه وتعالى وعَصَوْا رسله.
و«الطغيان» هو: الخروج عن الحد. فهؤلاء طَغَوْا في دنياهم على أوامر ربهم وطَغَوْا
على الخلق، فكانت جهنم هي مأواهم.
﴿لَّٰبِثِينَ فِيهَآ﴾، أي: باقين في جهنم، ﴿أَحۡقَابٗا﴾، جمع حُقْب، وهو مقدار من السنين، قبل: ثمانون سنة، وقيل أكثر، وقيل أقل.