×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ويكون ذلك: ﴿يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ، والصور هو: القرن الذي يَنفخ فيه إسرافيل عليه السلام. ﴿فَتَأۡتُونَ، أي: تأتون أيها الخلق إلى ربكم وإلى لقائه، ﴿أَفۡوَاجٗا، أي: جماعات، الأولون والآخِرون.

وحينئذٍ تُفتح السماوات، قال تعالى: ﴿وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَٰبٗا، للملائكة ينزلون منها. قال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ وَنُزِّلَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا [الفرقان: 25]. وقيل: ﴿وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَٰبٗا، أي: أن السماء تتشقق بعد أن كانت قوية صامدة، فإنها تتشقق وتتفطر لأنه قد انتهى أجلها.

كما قال عز وجل: ﴿وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ [التكوير: 3]، فالجبال الثابتة الرواسي طارت من أماكنها، وسارت في الهواء وكانت هباءً منبثًّا. ﴿وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا، والسراب هو: ما يلوح وقت الهجير من إشعاع الشمس على القيعان، يحسبه الظمآن ماء.

﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادٗا، أي: تكون النار في هذا اليوم مُرْصَدة ومُعَدة للكافرين على طريقهم، لا يتخلصون منها وليس لهم عنها مهرب.

﴿لِّلطَّٰغِينَ مَ‍َٔابٗا، أي: مرجعًا للطاغين الذين طَغَوْا على أوامر الله سبحانه وتعالى وعَصَوْا رسله. و«الطغيان» هو: الخروج عن الحد. فهؤلاء طَغَوْا في دنياهم على أوامر ربهم وطَغَوْا على الخلق، فكانت جهنم هي مأواهم.

﴿لَّٰبِثِينَ فِيهَآ، أي: باقين في جهنم، ﴿أَحۡقَابٗا، جمع حُقْب، وهو مقدار من السنين، قبل: ثمانون سنة، وقيل أكثر، وقيل أقل.


الشرح