×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم كَرَّر سبحانه وتعالى التحذير من هذا اليوم، فقال عز وجل: ﴿إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا، إن لم تستعدوا له، فإن العذاب الذي أخبرناكم عنه واقع عما قريب. لكن أخفى الله عنا وقت حصوله؛ لأن مصلحتنا في العمل، وليست مصلحتنا في معرفة متى يحصل ومتى يقوم.

ثم قال عز وجل: ﴿يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ، من خير أو شر، فكل إنسان يقف على عمله هذا اليوم.

﴿وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ، في هذا اليوم حينما ينظر إلى ما قدمت يداه من الكفر والشرك والضلال والسخرية، فإنه يقول: ﴿يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا، أي: لم أُبْعَث في هذا اليوم!! لسوء ما يَرى.

وقيل: إن الكافر يقول هذا حينما يَبعث الله سبحانه وتعالى البهائم للقِصاص لبعضها من بعض.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ، مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» ([1]).

فيقام العدل بينها، ثم يقال لها: كوني ترابًا!! لأنه ليس لها جنة ولا نار. عند ذلك يقول الكافر: ﴿يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا، وهذا من تمني المستحيل.

فهذه عاقبة أهل الإيمان وعاقبة أهل الكفر، وهي قريبة؛ لأن كل آتٍ فهو قريب، فاستعِد لذلك، ولا تستبعد ملاقاة هذا اليوم فليس بينك وبينه إلاَّ أن تموت، نسأل الله حُسْن الخاتمة.

***


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (60).