×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿لَّا يَتَكَلَّمُونَ، فالملائكة مع قربهم من الله وفضلهم ومكانتهم - لا يتكلمون. والبشر - أيضًا - لا يتكلمون في هذا اليوم.

﴿إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ بالكلام، فلا يتكلم أحد أو يشفع أو يخاطب اللهَ جل جلاله لا من الخلق ولا من الملائكة - إلاَّ مَن أَذِن له الرحمن بالكلام. ﴿وَقَالَ صَوَابٗا من القول.

* فهناك شرطان للكلام في هذا اليوم:

الشرط الأول: الإذن من الله بالكلام.

الشرط الثاني: الإصابة في القول، فلا يقول أحد قولاً غير صواب.

ثم قال عز وجل: ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلۡحَقُّۖ، أي: يوم القيامة الذي هذه أوصافه - حَقٌّ لا مِرْيَة فيه، ولابد أن يقع ولابد أن تلاقوه.

﴿فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ: مَن شاء في هذه الدنيا فإنه يتخذ لهذا اليوم عُدَّته بالأعمال الصالحة. وهذا ممكن ومُيَسَّر في الدنيا لمن وفقه الله.

وهذا دليل على أن الإنسان له مشيئة واختيار، ويستطيع أن يعمل الأعمال الصالحة، ويستطيع - أيضًا - أن يعمل الأعمال السيئة بمشيئته واختياره، وسيلقى ما عَمِل في هذا اليوم.

﴿مَ‍َٔابًا، أي: مرجعًا حسنًا، وطيبًا. وعليه أن يستعد له بالأعمال الصالحة، والابتعاد عن الأعمال السيئة.

إذًا: ليس لأحد عذر، فكأننا نشاهد هذه الأمور؛ لأن هذا كلام رب العالمين الذي لا يتطرق إليه شك، وقد صَوَّر لكم هذا اليوم كأنكم تشاهدونه، وأعطاكم فرصة الاختيار والمشيئة، ومكنكم من الأعمال، فلم يَبْقَ لأحد عذر ولا حُجَّة على الله سبحانه وتعالى.


الشرح