فالجنة ليس فيها لغو ولا كلام لا قيمة له ولا
فائدة، كما هو الحال في الدنيا، وليس فيها كذب مثل ما في الدنيا. بل كل ما يسمعونه
صدق وحق، فإن الجنة منزهة عن هذه الأمور.
﴿جَزَآءٗ﴾، جزاءً لهم على أعمالهم، فأعمالهم وتقواهم هي
السبب في هذا. ﴿مِّن
رَّبِّكَ﴾، من الله، ليس له حد، ﴿عَطَآءً حِسَابٗا﴾، جزاء على أعمالهم الصالحة،
ويضاعفها الله سبحانه وتعالى لهم أضعافًا كثيرة تفضلاً منه سبحانه وتعالى.
﴿رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾،
فهو سبحانه وتعالى رب كل شيء، ﴿وَمَا بَيۡنَهُمَا﴾، ما بين السماء والأرض من الأجواء
الواسعة، فكلها مِلْك لله سبحانه وتعالى. و«الرب» هو: المالك، فهو سبحانه وتعالى
مالك السماوات والأرض وما بينهما.
﴿ٱلرَّحۡمَٰنِۖ﴾،
اسم من أسماء الله، ومناسبته لجزاء أهل الجنة أنهم نالوها برحمة الله، فالجنة لا
تُنال إلاَّ برحمة الله، والأعمال إنما هي سبب فقط.
ثم
قال سبحانه وتعالى واصفًا للرب وللرحمن: ﴿لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا﴾،
أي: مخاطبة. فلا يتكلم أحد إلاَّ بإذنه لعظمته سبحانه وتعالى، فمَن أَذِن له الله
بالكلام تكلم، وإلا فإنهم لا يتكلمون - كما سيأتي -.
﴿يَوۡمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾، ﴿ٱلرُّوحُ﴾ على أقرب الأقوال هو: جبريل عليه السلام، الرُّوح الأمين، أعظم الملائكة. يقومون قيامًا لرب العالمين، ﴿صَفّٗاۖ﴾، مصطفين عند الله سبحانه وتعالى صفوفًا. والمسلمون في الدنيا يصطفون صفوفًا أمام ربهم في الصلاة، كما تصطف الملائكة عند الله سبحانه وتعالى.