×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿فَذُوقُواْ، أي: ذوقوا عذاب النار، ﴿فَلَن نَّزِيدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا، أي: لا يُخَفَّف عذابهم أو يرجون أن يُخَفَّف، بل يَزيد عذابهم دائمًا، وحينئذٍ ييأسون ويُبْلِسون من رحمة الله جل جلاله وينقطع رجاءهم، فهذا مصير الكفار في يوم الفصل.

ثم ذَكَر الله سبحانه وتعالى مصير المؤمنين الذي آمنوا بالله جل جلاله، وآمنوا باليوم الآخِر واستعدوا له بالأعمال الصالحة، واتقوا هذا العذاب، وجعلوا بينهم وبينه وقاية من طاعة الله سبحانه وتعالى.

فقال عز وجل: ﴿إِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ مَفَازًا، أي: مَنجاة من هذا العذاب الأليم، فلهم منه مَخْرَج ومَخْلَص، وذلك حينما يمرون على الصراط فإنهم ينجون ويجتازون الصراط، فيفوزون بالسلامة.

ومع النجاة من العذاب تحصل لهم الكرامات من الله سبحانه وتعالى.

قال عز وجل: ﴿حَدَآئِقَ وَأَعۡنَٰبٗا، الأعناب من جملة ما في الحدائق، ولكنه سبحانه وتعالى نص عليها لكثرتها في الجنة.

قال عز وجل: ﴿وَكَوَاعِبَ، زوجات كواعب، وهن: الشابات من نساء أهل الجنة، سواء كُنَّ من الحور العين أو من الآدميات المؤمنات، فإن الله سبحانه وتعالى يعيدهن كواعب نواهد أجمل ما يكون في الجنة. ﴿أَتۡرَابٗا، أي: متساويات في السن، ما يكون بعضهم أكبر من بعض، ولا أزواجهن أكبر منهن، بل هم في سن واحدة، لا يتفاوتون.

﴿وَكَأۡسٗا دِهَاقٗا، أي: مملوءة بالشراب اللذيذ المُنَوَّع من شراب الجنة.

﴿لَّا يَسۡمَعُونَ فِيهَا، أي: في الجنة، ﴿لَغۡوٗا، باطلاً من الكلام، فهم لا يسمعون فيها إلاَّ حقًّا، ﴿وَلَا كِذَّٰبٗا، لا يسمعون الكذب.


الشرح