به إلى الشهوات والبطالة والراحة وتَرْك العمل،
ولم يعطِ نفسه ما تشتهي وما تطلب.
﴿فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ﴾،
أي: المقر الدائم الذي لا يتحول عنه إلى غيره ولا يريد غيره.
ولما
انقطعت حُجة المشركين، وقامت أمامهم الأدلة والبراهين، لجئوا إلى التعنت فصاروا ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ
ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَا﴾، يقولون: هذه الطامة الكبرى متى
تكون؟
والجواب:
أن هذا عِلْمه عند الله، فليس من مهمة الرسول أن يخبركم به؛ لأنه لو كان لكم فيه
منفعة لبَيَّنه لكم، فإن الله لم يترك شيئًا لكم فيه خير أو عليكم منه حذر إلاَّ
بَيَّنه لكم على لسان رسوله.
ثم
قال عز وجل: ﴿فِيمَ
أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ﴾، أي: ليس عندك منها علم. وقيل:
قوله: ﴿فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ﴾
أي: بعثتك من علامات قرب قيامها.
﴿إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَىٰهَآ﴾،
أي: لا يَعلم ذلك إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
ثم
قال عز وجل: ﴿إِنَّمَآ
أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا﴾، هذه هي مهمتك: أن تُنذر مَن يخشى
قيام الساعة ليستعد له.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى أنها إذا قامت نَسُوا ما مر، فقال: ﴿كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ
يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا﴾،
«العشية»: من الظُّهر إلى المساء، و«الضحى»: من طلوع الفجر إلى الظُّهر. فإذا
رأوها كأنهم ما عاشوا إلاَّ ضحوة أو عشية، فلا يبقى إلاَّ الأعمال والجزاء عليها.
والله أعلم.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد.
***
الصفحة 5 / 524