×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وقَدَّر عمله، وقَدَّر حاله من شقي أو سعيد؛ كل هذا قَدَّره الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان وكتبه في جبينه وهو في بطن أمه.

فقد اعتنى الله سبحانه وتعالى بهذا الإنسان، ولم يجعله كمثل الحيوانات والمخلوقات الأخرى التي خُلقت؛ لنفع مؤجل وتنتهي؛ لأن هذا الإنسان يراد به مستقبل دائم ينتظره؛ ولذلك سَخَّر الله سبحانه وتعالى له هذه المخلوقات لمصالحه، وأَدَرّ عليه الأرزاق، وأرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، ومع هذا يَكفر بالله عز وجل !!

﴿ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ، طريق الخير وطريق الشر، ﴿يَسَّرَهُۥ، دله عليه وأرشده.

وقيل: المراد بالسبيل خروجه من بطن أمه، فالله هو الذي أخرجه من بطن أمه، قال عز وجل: ﴿وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ [النحل: 78].

﴿ثُمَّ أَمَاتَهُۥ، إذا جاء أجله. وبعد وفاته ﴿فَأَقۡبَرَهُۥ جعله في قبر يصونه ويواريه. وهذا من إكرام الله له، ولم يجعله يُرمى كسائر الميتات، فهذا من عناية الله سبحانه وتعالى بهذا الإنسان، فالقبر من نِعم الله على الإنسان، ولم يجعله مما يُلقى مع الجيف والكلاب والحمير، بل جعله في قبر من الأرض وأَمَر بدفنه، حتى الكافر يُدفن؛ احترامًا لإنسانيته.

﴿ثُمَّ إِذَا شَآءَ اللهُ عز وجل، ﴿أَنشَرَهُۥ، أي: بَعَثه من القبر، ثم يذهب إلى القيامة وإلى الحساب، وإلى الجنة أو النار. فهذا الإنسان محفوظ حيًّا وميتًا.

ومع هذا ﴿كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ، أي: ما فَعَل ما أَمَره الله سبحانه وتعالى به من عبادته وتوحيده وطاعته؛ بل ضَيَّع وكَفَر بالله عز وجل، مع أن الله سبحانه وتعالى قد اعتنى به هذه العناية!!

وقيل: إن هذا راجع إلى الله سبحانه وتعالى، أي: ﴿كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ، الـلهُ سبحانه وتعالى، ﴿مَآ أَمَرَهُۥ، أمرًا كونيًّا؛ لأن الله لا يَزال يَخلق بني آدم ويتتابعون، فإذا تكامل بنو آدم في الأرض وفي القبور، بَعَثهم الله للجزاء والحساب.


الشرح