×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

هو: الواسطة بين الله سبحانه وتعالى وخلقه. فهذا القرآن إنما يحمله ملائكة سفرة كرام بررة، ولا تقربه الشياطين.

فالقرآن تتولاه الملائكة الكرام، يبلغونه للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يبلغه الرسول لأمته.

ووَصَف الله الملائكة بـ ﴿كِرَامِۢ من الكرم، وهو: الوقار، والتكريم - أيضًا - فيُكْرَمون من قِبل الله عز وجل، ومن قِبل عباد الله؛ لأنهم رسل الله عز وجل، وهم السفراء بين الله سبحانه وتعالى وخلقه.

ووَصَفهم بـ ﴿بَرَرَةٖ، جمع: بار. والبِر: ضد الإثم، فالملائكة لا يقعون في إثم أبدًا، ولا في معصية ولا مخالفة، فقد صانهم الله سبحانه وتعالى عن ذلك ﴿بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ [الأنبياء: 26]، ﴿يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ [الأنبياء: 20].

ثم إنه سبحانه وتعالى بَيَّن حالة هذا الإنسان الآدمي، إذا لم يَقبل الهداية، بأنه من أحقر الحيوانات وأخبث المخلوقات، قال عز وجل: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤ ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ ٥ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ [التين: 4- 6].

فقال في حقه: ﴿قُتِلَ ٱلۡإِنسَٰنُ، أي: لُعِن الإنسان، و﴿ٱلۡإِنسَٰنُ، أي: جنس الإنسان، والمراد به الكافر، ﴿مَآ أَكۡفَرَهُۥ، ما أَشَدَّ كفرَه بالله عز وجل وبنعمه وبالقرآن!! فهذه صيغة تعجب.

ثم بَيَّن سبحانه وتعالى أصل هذا الإنسان الذي تَكَبَّر وتعاظم في نفسه، واستكبر على آيات الله سبحانه وتعالى، واستكبر على رسل الـله، فقال سبحانه: ﴿مِنۡ أَيِّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥ اللهُ، ﴿مِن نُّطۡفَةٍ خَلَقَهُۥ، خلقه من نطفة، وهي نقطة المَنِيّ، ﴿فَقَدَّرَهُۥ، أي: قَدَّر أعضاءه وأعصابه وعظامه وعقله، وقَدَّر أجله،


الشرح