×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فَفِي رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ[آل عمران: 106- 107]، وقال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ[الزمر: 60].

ثم بَيَّن سبحانه فقال: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ، الكفرة بالله، الفجرة في أفعالهم السيئة بالفسوق والعصيان. فهم كفرة بالله، فجرة في أعمالهم السيئة، فيكون هذا مآلهم ومَرَدَّهم.

فهذه سورة عظيمة فيها تذكرة وموعظة، كأنك تشاهد الحال في هذا الموقف، ليس خفيًّا، فالقرآن تبيان لكل شيء، يُبيِّن لك الأشياء على حقيقتها، كأنك تشاهد الماضي والمستقبل، كأنك تنظر إلى الأمم والرسل، وما حصل في الماضي وما يحصل في المستقبل، ليس هو من قصص الخيال، إنما هو تنزيل من حكيم حميد، عَلاَّم الغيوب.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ» ([1]).

فإن عملتَ به صار حُجة لك وقادك إلى الجنة، قال عز وجل: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا[الإسراء: 9- 10]، هذا هو القرآن، وهو حبل الله المتين.

وإن أعرضتَ عنه صار حُجة عليك.

نسأل الله أن ينفعنا بالقرآن، وأن يجعله حجة لنا لا علينا.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

*****


الشرح

 ([1])أخرجه: مسلم رقم (223).