×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فهذا اليوم هائل، لا يُتصور، ونحن في هذه الدنيا ساهون غافلون عنه، وكأنه ليس أمامنا، أو كأننا سنذهب إلى مكان آخر ونَسْلَم منه، كأن لنا ملاجئ، أو كأننا لن نُبعث ونظل ميتين!! هذا كله متعذر، لابد من مواجهة هذا الموقف لكل أحد!!

ثم بَيَّن سبحانه أن الناس في هذا الكرب ينقسمون إلى قسمين:

القسم الأول: قال عز وجل عنهم: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ ٣٨ ضَاحِكَةٞ مُّسۡتَبۡشِرَةٞ فالمؤمنون تكون وجوههم مسفرة بالنور والفرح والسرور، إذا لَقُوا جزاءهم وثوابهم عند الله، ولَقُوا ربهم وقَرَّتْ أعينهم بلقاء الله سبحانه وتعالى، وفرحوا بما أعد الله لهم، فتُسْفِر وجوههم ويَظهر هذا على مُحَيَّاهم.

فلنستعد لهذا اليوم وهذا الهول بالأعمال الصالحة ما دمنا في زمن الإمكان، وما دمنا في زمن السَّعة، ولا ننساه ولا نَغفل عنه، بل يكون لنا دائمًا على بال وتَصَوُّر.

ونُكثر من تلاوة القرآن؛ ليُذكِّرنا بهذه الأهوال ولا نَغفل عنها؛ لأن القرآن ذكرى وموعظة، يُذكِّرنا ويعظنا بهذا الذي أمامنا، ويُبيِّن لنا طريق السلامة منه وطريق الخلاص، وهذا كله في القرآن الذي بين أيدينا.

فالقرآن ليس للترنيم والتلاوة والتجويد فقط، بل للتدبر، والعمل والتذكر، قال عز وجل: ﴿فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ [ق: 45].

والقسم الثاني: قال عز وجل عنهم: ﴿وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ، في يوم القيامة في هذه الأهوال ﴿عَلَيۡهَا غَبَرَةٞ، أي: يعلوها الغبار.

﴿تَرۡهَقُهَا قَتَرَةٌ، أي: سواد، فتَسْوَدّ وجوه الكفار والمجرمين، قال عز وجل: ﴿يَوۡمَ تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ١٠٦ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبۡيَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ


الشرح