×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

و﴿كُوِّرَتۡ، أي: لُفَّتْ كتكوير العمامة، وذهب ضوءها فرُمِي بها. وفَسَّر ذلك بعضهم بذَهاب ضوئها. وبعضهم فسره بأنها تُرْمَى. ويَجمع هذه التفاسير ما ذكرناه: أنها تُلف بعضها على بعض، وعند ذلك يذهب ضوءها ثم تُطرح وتُرمى؛ لأنه قد ذهب وقت الاستفادة منها ([1]).

﴿وَإِذَا ٱلنُّجُومُ، نجوم السماء، ﴿ٱنكَدَرَتۡ، أي: ذهب ضوءها، وتناثرت وتساقطت من السماء؛ كما في قوله عز وجل: ﴿وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ [الانفطار: 2]، وتتساقط من شدة الأمر.

﴿وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ، الرواسي التي جعلها الله سبحانه وتعالى أوتادًا للأرض تثبتها، ﴿سُيِّرَتۡ: قُلعت من أماكنها، وصارت هباء، ثم سُيِّرت في الجو مثل الدُّخَان.

﴿وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ، ﴿ٱلۡعِشَارُ جمع: عُشَرَاء، وهي: الناقة الحامل التي كانت نفيسة عند أهلها. ففي هذا اليوم يذهلون عنها وتُعَطَّل.

﴿وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ، وهي: الحيوانات المتوحشة التي كانت تهرب من الناس وتعيش في الصحراء. بخلاف الحيوانات الأهلية التي تعيش مع الناس. فما كان طبيعته أنه يعيش في البَر ولا يألف الناس يقال له: متوحش، ﴿حُشِرَتۡ يوم القيامة ليُقتص لبعضها من بعض، ثم يقول الله سبحانه وتعالى لها: كوني ترابًا.

وقيل: معنى ﴿حُشِرَتۡ، أي: اختلطت بالناس، ففي السابق كانت تتوحش وتهرب من الناس، ومن شدة الهول ذهلت وصارت تخالط الناس، وكأنها تريد الأنس!!


الشرح

 ([1])انظر: تفسير الطبري (24/ 238)، وتفسير ابن كثير (8/ 329)، وتفسير القرطبي (19/ 227).