×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ، جمع بحر، ﴿سُجِّرَتۡ، أي: أُوقدت وأُضرمت نارًا!! فالبحار والمحيطات الممتلئة بالماء تُسَجَّر نارًا في ذلك الوقت.

وقيل: ﴿سُجِّرَتۡ، أي: زالت حواجزها واختلطت، فاختلط العذب بالمالح.

﴿وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ، جمع: نفس، ﴿زُوِّجَتۡ، فحُشِر كل جنس مع جنسه: فأهل الإيمان يلتقون بأهل الإيمان ويُحْشَرون معهم، ومَن أحب قومًا حُشِر معهم. وأهل النفاق والكفر والشرك يُحْشَرون ويُجْمَعون بعضهم مع بعض.

قال عز وجل: ﴿ٱحۡشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزۡوَٰجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعۡبُدُونَ [الصافات: 22]، ﴿وَأَزۡوَٰجَهُمۡ، أي: وأشباههم.

فيُحْشَر الأشرار مع الأشرار، والأخيار مع الأخيار.

فقد كانوا في الدنيا مختلطين، الصالح بالطالح، والكافر والمؤمن، يعيشون في هذه الأرض، ويسكن بعضهم مع بعض ويتواطنون فيما بينهم.

لكن إذا جاء هذا اليوم عُزِلوا، قال عز وجل: ﴿وَٱمۡتَٰزُواْ ٱلۡيَوۡمَ أَيُّهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ [يس: 59]، فيُعْزَل الأشرار مع الأشرار، والأخيار مع الأخيار.

﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ، هي: البنت التي تُدفن حية حتى تموت تحت التراب؛ كما كانوا في الجاهلية يفعلون ذلك بالبنات كراهية لهن.

وقد جاء - الآن - أناس يُشْبِهون أهل الجاهلية:

فالجاهليون يَئِدُونها تحت التراب.

وهؤلاء يريدون أن يَئِدُوها فوق التراب وهي حية، بمعنى: أنهم يسلخونها من أخلاقها ومن عملها اللائق بها، وأن يولوها عمل


الشرح