يؤمنوا
به في الدنيا، ولما لم يؤمنوا به في الدنيا حُجِبوا عن رؤيته يوم القيامة.
فالله
سبحانه وتعالى لا يُرى في الدنيا؛ لأن الأجسام لا تطيق رؤية الله عز وجل وتحترق
عند ذلك، أما في الآخرة فإن الله سبحانه وتعالى يُقَوِّي أجساد المؤمنين حتى تراه
سبحانه وتعالى إكرامًا لهم.
عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «هَلْ
تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟» قَالَ: قُلْنَا: لاَ.
قَالَ: «فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ
سَحَابٌ؟» قَالَ: قُلْنَا: لاَ. قَالَ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ
كَذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...» ([1])
الحديث.
قال
الإمام الشافعي رحمه الله: «وفي هذا دليل على إثبات رؤية المؤمنين لربهم؛ لأنه إذا
حَجَب عنه الكفار، فهذا دليل على أن المؤمنين لا يُحْجَبون عن رؤية ربهم» ([2]).
وقد
تواترت الأدلة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، ويتجلى لهم سبحانه
وتعالى وتَقَر أعينهم بذلك، فأعظم نعيم يكونون فيه هو رؤية الله عز وجل !!
وعلى
المكذبين وعيد آخَر، قال الله سبحانه: ﴿ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُواْ ٱلۡجَحِيمِ﴾،
أي: يقاسون حرها وعذابها. والجحيم هو: النار، والصَّلْي هو: الحرارة.
﴿ثُمَّ يُقَالُ﴾ لهم تقريعًا وتوبيخًا، ﴿هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ﴾، هذا الذي كنتم به في الدنيا تكذبون، وتقولون: أساطير الأولين.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6573)، ومسلم رقم (182).