×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

قالوا هذا في محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن!! وهذا شأن الملاحدة مع كتب الله عز وجل، يقولون: إنها وُضعت من أجل مصلحة الناس ومن أجل ترويعهم، فهي من باب الترويع لهم والتأديب لهم بشيء خيالي، فهم يكذبون للمصلحة.

﴿إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا، أضافها إليه سبحانه وتعالى، إضافة صفة إلى موصوفها. فهو لا يستهزئ بكلام الله فقط، بل هو يستهزئ بالله سبحانه وتعالى.

ثم بَيَّن الله سبحانه وتعالى السبب الذي حَمَلهم على هذا، فقال عز وجل: ﴿كَلَّاۖ، أي: حقًّا، ﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم، أي: ليس الأمر كما قالوا: «إنها أساطير الأولين»، لكن قلوبهم غُلفت، فلم يصل إليها نور الوحي ولم تنتفع به. و«الرَّان» هو: الغلاف الذي يكون على القلب، فلا يصل إليه شيء.

وسببه: ﴿مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ، فالذنوب تتراكم على القلب حتى يعمى، ويصير عليه غلاف حاجب عن الخير، فلا يتأثر بموعظة ولا ينتفع بدليل؛ لأن عليه غلافًا وحاجبًا.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ: ﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ [المطففين: 14] » ([1]).

ثم بَيَّن الله عز وجل ماذا تكون عاقبتهم فقال: ﴿كَلَّآ، أي: حقًّا ويقينًا، ﴿إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ، في يوم القيامة، المؤمنون يرون ربهم عِيانًا ويتلذذون برؤيته سبحانه وتعالى. وأما الكفار فلا يرون الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم لم


الشرح

 ([1])أخرجه: الترمذي رقم (3334)، وابن ماجه رقم (4244)، وأحمد رقم (7952).