وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا ١٣ ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا﴾ [الإسراء: 13، 14].
﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ﴾،
كَرَّر الله سبحانه وتعالى التهديد والوعيد بهذه الكلمة ﴿وَيۡلٞ﴾، وهي:
كلمة عذاب، لا يَعلم شدته إلاَّ الله سبحانه وتعالى، فهو وعيد من الله لهم.
﴿لِّلۡمُكَذِّبِينَ﴾،
أي: المكذبين بالرسل، المكذبين بالكتب، المكذبين بالبعث والنشور، ولم يُبيِّن
سبحانه وتعالى ما الذي كَذَّبوا به لأنه عام، فهم كَذَّبوا بكل شيء.
﴿ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾،
وهو الحساب.
﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦٓ﴾،
أي: ما يُكَذِّب بيوم الدين، ﴿إِلَّا كُلُّ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ﴾،
معتدٍ في أفعاله من الحلال إلى الحرام، وفي أقواله من الصدق إلى الكذب والفجور.
﴿إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا﴾
الآيات القرآنية، والوحي المنزل الذي فيه ذكر البعث والنشور، والجزاء والحساب.
﴿قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ﴾،
أي: هذا القرآن من أكاذيب الأمم السابقة. فهم يقولون: إن القرآن مثل كتب الأساطير،
وتواريخ العجم. وتواريخ الأمم إنما هي أساطير.
قال
عز وجل: ﴿وَقَالُوٓاْ
أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا﴾
أي: ما هو إلاَّ خرافات، وأساطير، أي: أكاذيب سطرها محمد صلى الله عليه وسلم، أو
أنه استعان بآخرين، ﴿ٱكۡتَتَبَهَا﴾، أي: أنه طلب من غيره أن يكتبها له، ﴿فَهِيَ تُمۡلَىٰ عَلَيۡهِ
بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا﴾ [الفرقان: 5].
وقال عز وجل: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا﴾ [الفرقان: 4].