×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ [طه: 124- 126].

ثم فَسَّر نعيمهم بقوله تعالى: ﴿عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ، أي: المجالس المرتفعة. جمع: أريكة، ولا يعلم هذه الأرائك إلاَّ الله سبحانه وتعالى، فهي ليست مثل أرائك الناس في الدنيا.

﴿يَنظُرُونَ إلى الله سبحانه وتعالى، فهم ينظرون إلى ربهم، وتَقَر أعينهم برؤيته ويتنعمون بها؛ لأنهم قد آمنوا به في الدنيا، فيتجلى لهم في الآخرة ليروه عِيانًا بأبصارهم، ويتلذذون بذلك.

وكذلك ينظرون إلى النعيم الذي حولهم، وإلى مُلْكهم في الجنة.

وينظرون إلى أعدائهم وهم يعذبون في النار.

قال عز وجل: ﴿تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِهِمۡ، أي: في وجوه الأبرار، ﴿نَضۡرَةَ ٱلنَّعِيمِ أي: نضارة الحُسْن من أثر ما هم فيه من النعيم.

ثم ذَكَر سبحانه وتعالى شرابهم، فقال: ﴿يُسۡقَوۡنَ مِن رَّحِيقٖ، وهو: الشراب المتناهي في الحلاوة والطعم.

﴿رَّحِيقٖ مَّخۡتُومٍ، فهو رحيق، وأيضًا مختوم بالمسك، فتطيب رائحته ويلذ طعمه. ﴿خِتَٰمُهُۥ مِسۡكٞۚ، أي: أن آخره مسك.

﴿وَفِي ذَٰلِكَ، وفي ذلك النعيم وهذا الشراب، ﴿فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ، أَمْر من الله سبحانه وتعالى أنه يجب أن يتسابق المتسابقون إلى هذا الشراب وهذا النعيم بالأعمال الصالحة؛ لينالوه في الآخرة، فهذا هو السباق الذي يحوز هذه الأرائك وهذا النعيم وهذا الشراب؛ ليكون فائزًا.

فليس الفائز مَن ضَيَّع دنياه وآخرته، وانشغل باللهو واللعب والملذات العاجلة، وتَرَك العمل الصالح.


الشرح