×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم قال تعالى: ﴿بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكۡذِيبٖ، يُكَذِّبون ما جاءت به الرسل من الوعيد والتخويف بالله سبحانه وتعالى، فهم في شك وريب، وكفر وعناد، ولا تَزيدهم الآيات إلاَّ عتوًّا ونفورًا.

﴿وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ، أي: الله أمامهم محيط بهم، وهو قادر عليهم، قاهر لا يفوتونه ولا يُعجزونه.

﴿بَلۡ هُوَ قُرۡءَانٞ مَّجِيدٞ، أي: ما أتاك الله سبحانه وتعالى يا محمد، فهو كلام الله سبحانه وتعالى. وفي هذا مدح للقرآن وأنه كريم شريف كثير الخير، وليس كما زعم المشركون أنه شعر وكهانة.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۢ، أي: مكتوب في اللوح تعظيمًا وحفظًا؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ [الزخرف: 4] فهو محفوظ ولا يَعبث به عابث. وهذا يدل على جلالة القرآن وجزالته ورفعة قدره عند الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9]، فلا أحد يَعبث به أو يَزيد فيه أو ينقص، فالقرآن محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى من التبديل والتغيير والتحريف.

ومِن حفظ الله سبحانه وتعالى له أنه مكتوب في اللوح المحفوظ

من الشياطين والعابثين، في اللوح المحفوظ الذي كَتَب الله سبحانه وتعالى فيه مقادير الخلائق وما يَجري في هذا الكون.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

*****


الشرح