×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ، ﴿ٱلۡبُرُوجِ واحدها: بُرْج، وهي بروج الفلك. وأكثر قول أهل العلم على أن المراد بها: منازل الشمس والقمر، وهي: البروج الاثنا عشر التي تقطعها الشمس في السنة مرة، تتنزل فيها برجًا برجًا حتى تستكمل السنة، والقمر يقطع هذه البروج في شهر واحد.

وهذه البروج هي: الحَمَل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجَدْي، والدَّلْو، والحوت.

وقد أوجز الناظم تلك الأبراج في قوله:

         حَمَلَ الثَّوْرُ جَوْزَةَ السَّرَطَانِ *** وَرَعَى اللَّيْثُ سُنْبُلَ المِيزَانِ

        وَرَمَتْ عَقْرَبٌ بِقَوْسٍ جَدْيًا *** نَزَحَ الدَّلْوُ بِرْكَةَ الحِيتَانِ

وقيل: البروج هي النجوم. وسُميت بروجًا لأمرين:

أولاً: أن فيها حراسة من الشياطين، فهي مثل الحصون التي تكون في الأرض، قال عز وجل: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا [الفرقان: 61].

ثانيًا: أنها سُميت بروجًا لِما فيها من الزينة، فهي تُزيِّن السماء.

فهذه البروج فيها حراسة، وفيها جمال للسماء، فهي مأخوذة من التبرج وهو: التزين.

﴿وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ، هذا قَسَمٌ آخَر، أَقسم الله سبحانه وتعالى باليوم الموعود، وهو يوم القيامة؛ لأنه موعود به، فقد وَعَد الله به عباده.

﴿وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ، «الشاهد»: يوم الجمعة، يشهده المسلمون بما يفعلونه فيه من صلاة الجمعة، ومن الخير والأعمال الصالحة. و«المشهود»: يوم عرفة؛ لأنه يَشهده المسلمون من أقطار الأرض. وقيل غير ذلك من الأقوال في الشاهد والمشهود.


الشرح