﴿ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ﴾، ﴿ٱلۡبُرُوجِ﴾
واحدها: بُرْج، وهي بروج الفلك. وأكثر قول أهل العلم على أن المراد بها: منازل
الشمس والقمر، وهي: البروج الاثنا عشر التي تقطعها الشمس في السنة مرة، تتنزل فيها
برجًا برجًا حتى تستكمل السنة، والقمر يقطع هذه البروج في شهر واحد.
وهذه
البروج هي: الحَمَل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد،
والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجَدْي، والدَّلْو، والحوت.
وقد
أوجز الناظم تلك الأبراج في قوله:
حَمَلَ الثَّوْرُ جَوْزَةَ السَّرَطَانِ
*** وَرَعَى اللَّيْثُ سُنْبُلَ المِيزَانِ
وَرَمَتْ عَقْرَبٌ بِقَوْسٍ جَدْيًا *** نَزَحَ
الدَّلْوُ بِرْكَةَ الحِيتَانِ
وقيل:
البروج هي النجوم. وسُميت بروجًا لأمرين:
أولاً:
أن فيها حراسة من الشياطين، فهي مثل الحصون التي تكون في الأرض، قال عز وجل: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي
ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا﴾ [الفرقان: 61].
ثانيًا:
أنها سُميت بروجًا لِما فيها من الزينة، فهي تُزيِّن السماء.
فهذه
البروج فيها حراسة، وفيها جمال للسماء، فهي مأخوذة من التبرج وهو: التزين.
﴿وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ﴾،
هذا قَسَمٌ آخَر، أَقسم الله سبحانه وتعالى باليوم الموعود، وهو يوم القيامة؛ لأنه
موعود به، فقد وَعَد الله به عباده.
﴿وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ﴾، «الشاهد»: يوم الجمعة، يشهده المسلمون بما يفعلونه فيه من صلاة الجمعة، ومن الخير والأعمال الصالحة. و«المشهود»: يوم عرفة؛ لأنه يَشهده المسلمون من أقطار الأرض. وقيل غير ذلك من الأقوال في الشاهد والمشهود.