×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فهذه أقسام ثلاثة، وجواب القَسَم فيها هو قوله عز وجل: ﴿قُتِلَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ.

ومعنى ﴿قُتِلَ، أي: لُعِن؛ لأن الله سبحانه وتعالى لَعَنهم.

و﴿ٱلۡأُخۡدُودِ هو: الحَفْر في الأرض. و﴿أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ هم الذين حفروه وأضرموا فيه النيران، وجاءوا بالمؤمنين يريدون منهم أن يرتدوا عن دينهم، فلما أَبَوْا أحرقوهم في هذا الأخدود، وهم جالسون يشاهدونهم وهم يحترقون.

وقد اختلف العلماء: أين كان أصحاب الأخدود؟

فقيل: إنهم من بني إسرائيل.

وقيل: إنهم من أهل اليمن، وكان هناك مَلِك كافر جبار، فأراد أن يَصرف المؤمنين عن دينهم، فلما أَبَوْا حَفَر لهم أخدودًا ممتدًّا في الأرض، وأضرم فيه النيران العظيمة، وألقاهم فيها فاحترقوا فيها.

عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ، قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلاَمًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَمًا يُعَلِّمُهُ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ، إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلاَمَهُ، فَأَعْجَبَهُ فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ,فَقَالَ: إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ، فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي، وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ، حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ، فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا، وَمَضَى


الشرح