أو
بغير ذنبه، ولا يُنَعِّم أحدًا بغير عمله! لكنه سبحانه وتعالى يَزيد أهل الخير من
فضله، ولا يَزيد على أهل الشقاء شيئًا لم يعملوه، فهو سبحانه وتعالى يعامل الكفرة
بالعدل، فلا يعذبهم بشيء لم يعملوه، ويعامل أهل الإيمان بالفضل، بمعنى: أنه سبحانه
وتعالى يعطيهم أشياء مضاعفة من الجزاء والنعيم؛ فضلاً منه سبحانه وتعالى.
فهذه
سورة عظيمة، تشتمل على مواعظ وتذكير، وعلى بيان المآل والمصير، فيجب على المسلم أن
يتدبرها ويتدبر غيرها من آيات القرآن، فكل كلام الله فيه عبر، وكله أحكام، وكله
أخبار صادقة، وكله حِكم لمن تدبره، وكله هداية، قال عز وجل: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ
يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ
ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ
عَذَابًا أَلِيمٗا﴾ [الإسراء: 9- 10]. فالقرآن
بشير للمؤمنين بالخير، ونذير للكافرين بالشر.
وهذا
القرآن الكريم كلام رب العالمين، قال عز وجل: ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ
تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت:
42].
والله
سبحانه وتعالى أعلم، وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
*****
الصفحة 9 / 524