فقوله عز وجل: ﴿فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ﴾، أي: أنزل الله سبحانه وتعالى عليهم، ﴿سَوۡطَ عَذَابٍ﴾، و«السوط» هو: العصا التي يُضرب بها، فضَرَبهم الله
بسوط العذاب، وهذا في الدنيا، وأما في الآخرة فالعذاب أشد - والعياذ بالله -.
والسبب:
أنهم عَصَوْا رسلهم، وكفروا بربهم سبحانه وتعالى، وأفسدوا في البلاد بالمعاصي
والسيئات والجبروت.
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ﴾،
أي: أنه يَرصد أعمال العباد ويحصيها، ويجازيهم عليها.
أو:
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ﴾، أي: على الطريق، فهو سبحانه وتعالى أمامهم، لا يحيدون
عنه، فهم سائرون إلى الله سبحانه وتعالى، والله أمامهم وعلى طريقهم، ولا يفرون ولا
يتخلصون منه سبحانه وتعالى، وليس بغافل عما يعمل الظالمون، قال عز وجل: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ
غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ﴾
[إبراهيم: 42]. فالله سبحانه وتعالى يرى ويعلم ما يعمل الناس من خير أو شر.
عن
ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: «يَسْمَعُ وَيَرَى، يَعْنِي يَرْصُدُ
خَلْقَهُ فِيمَا يَعْمَلُونَ، وَيُجَازِي كُلًّا بِسَعْيِهِ فِي الدُّنْيَا
وَالآْخِرَةِ، وَسَيُعْرَضُ الْخَلاَئِقُ كُلُّهُمْ عَلَيْهِ، فَيَحْكُمُ فِيهِمْ
بِعَدْلِهِ، وَيُقَابِلُ كُلًّا بِمَا يَسْتَحِقُّهُ، وَهُوَ الْمُنَزَّهُ عَنِ
الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ».
هذا، وبالله التوفيق،
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
*****
الصفحة 14 / 524