×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ، ﴿ٱلۡأَوۡتَادِ، أي: الجنود. فله جنود هائلة، وسُموا أوتادًا لأنهم يُثبتون المُلك، مثلما تُثَبِّت الأوتاد البيت.

وقيل: ﴿ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ؛ لكثرتهم حتى كانوا يسكنون الخيام وبيوت الشَّعْر التي تقوم على الأوتاد والأعمدة. وهذا دليل على كثرة جنوده، فملأ أرضه بالجنود، ولكن ما أغنى هذا ولا دافع عنه!

فاعتبِروا بهؤلاء يا مَن جاءكم هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعاندتموه وكفرتم به!!

﴿ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ، أي: قوم عاد وثمود وفرعون، فقد طَغَوْا في بلاد الله سبحانه وتعالى، و«الطغيان» هو: الزيادة والغلو والجبروت. فطَغَوْا على ربهم سبحانه وتعالى فلم يعبدوه، وطَغَوْا على العباد فظلموهم واستعبدوهم وتَعَدَّوْا عليهم.

﴿فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ، بالكفر والمعاصي والمخالفات؛ لأن البلاد والأرض تَفسد بالمعاصي والكفر والمخالفات. كما أن الأرض تَصلح بعبادة الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا وَٱدۡعُوهُ خَوۡفٗا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ[الأعراف: 56]، وإصلاحها كان ببعثة الرسل وإنزال الكتب. والإفساد فيها يكون بالمعاصي والكفر والمخالفات، فالمعاصي والمخالفات فساد للأرض، قال عز وجل: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ [الروم: 41].

ثم بَيَّن الله سبحانه وتعالى كيف كانت عاقبتهم فقال: ﴿فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ.


الشرح