المراعي،
دون أن تتحملوا عبء مؤنتها، وإياكم أن تمسوها بسوء من أي نوع كان، فيقع بكم عذاب
عاجل، لا يتأخر عن إصابتكم!!
فأخرج
الله سبحانه وتعالى لهم الناقة، قال عز وجل: ﴿إِنَّا مُرۡسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتۡنَةٗ لَّهُمۡ فَٱرۡتَقِبۡهُمۡ
وَٱصۡطَبِرۡ ٢٧ وَنَبِّئۡهُمۡ أَنَّ ٱلۡمَآءَ قِسۡمَةُۢ بَيۡنَهُمۡۖ كُلُّ شِرۡبٖ
مُّحۡتَضَرٞ﴾ [القمر: 27- 28]، وأقامت
الناقة وفصيلها بعدما وضعته بين أظهرهم - مدة تشرب من بئرها يومًا وتدعها لهم يومًا،
وكانوا يشربون لبنها يوم شربها، فيملئون ما شاءوا من أوعيتهم وأوانيهم.
فلم
يستمعوا لنصح نبي الله صالح عليه السلام، وكَذَّبوه، وعقروا الناقة بتواطؤ مع
أشقاهم، وهو: قُدَار بن سالف.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ
هَٰذِهِۦ نَاقَةٞ لَّهَا شِرۡبٞ وَلَكُمۡ شِرۡبُ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ ١٥٥ وَلَا
تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابُ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ١٥٦ فَعَقَرُوهَا
فَأَصۡبَحُواْ نَٰدِمِينَ﴾
[الشعراء: 155- 157]، فكانت هذه عاقبتهم، ولم تنفعهم قوتهم لما لم يؤمنوا بالله
سبحانه وتعالى.
وهذا
كله تهديد لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين بُعِث فيهم، من كفار قريش
والمشركين، بأنهم إذا لم يؤمنوا بالله سبحانه وتعالى فسوف يفعل بهم كما فعل
بأولئك.
والنموذج الثالث: فرعون مصر، والمراد هنا: فرعون الذي كان في وقت موسى عليه السلام، والذي تَجَبَّر وتكبر، وادعى الربوبية، ﴿فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [النازعات: 24]، وقال: ﴿وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي﴾ [القصص: 38]، حملته القوة والكبر والمُلْك على الطغيان والكفر، قال عز وجل: ﴿وَنَادَىٰ فِرۡعَوۡنُ فِي قَوۡمِهِۦ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَٰرُ تَجۡرِي مِن تَحۡتِيٓۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ﴾ [الزخرف: 51].