×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 أَنْ يُصِيبَكُمْ، مِثْلُ الَّذِي أَصَابَهُمْ». ثُمَّ قَنَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَجَازَ الوَادِيَ ([1]).

ومساكنهم عجيبة في صورها ونقوشها ونحتها، بالرغم من أنه لم يكن عندهم مثل الآلات الحديثة المتقدمة الموجودة الآن! مما يدل على أن عندهم قوة ومهارة وثروة، ومع هذا لم تنفعهم، فقد كانوا يعبدون الأصنام.

ولما جاءهم نبي الله صالح عليه السلام يدعوهم إلى التوحيد وتَرْك عبادة الأصنام، كفروا به، وفي النهاية هددوه بالقتل، واقترحوا عليه أن يأتي لهم بمعجزة تدل على أنه رسول من عند الله سبحانه وتعالى، فجاءهم بالناقة.

قال عز وجل: ﴿وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةٗ فَظَلَمُواْ بِهَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفٗا [الإسراء: 59].

عَلِم الله سبحانه وتعالى ما في طبع البشر من العناد والاستبداد، والمطالبة بالدليل على صدق الدعوة، فأَيَّد رسله وأنبياءه الكرام بالمعجزات لتدل على صدقهم.

و «المعجزة»: هي الأمر الخارق للعادة والإمكانات البشرية المألوفة. ومن غرائب المعجزات: ناقة صالح!! ولكنهم لم يعتبروا ولم يؤمنوا بها؛ لأن ليس قصدهم الحق والإيمان، بل قَصْدهم التعنت والتحدي لنبي الله عليه السلام، قال عز وجل: ﴿وإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ[الأعراف: 73]. فاتركوها تأكل ما شاءت في أرض الله من


الشرح

 ([1])أخرجه: البخاري رقم (433).