الدرس الرابع بعد المائة
قال تعالى: ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا ١ وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا ٢ وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا ٣ وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰهَا ٤ وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا ٥ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا ٦ وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا ٧ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ٨ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا ١٠ كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِطَغۡوَىٰهَآ ١١ إِذِ ٱنۢبَعَثَ أَشۡقَىٰهَا ١٢ فَقَالَ لَهُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقۡيَٰهَا ١٣ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمۡدَمَ عَلَيۡهِمۡ رَبُّهُم بِذَنۢبِهِمۡ فَسَوَّىٰهَا ١٤ وَلَا يَخَافُ عُقۡبَٰهَا﴾ [الشمس: 1- 15].
الشرح
هذه السورة العظيمة سورة الشمس، أَقسم الله سبحانه وتعالى في أولها ثمانية إقسامات، وهو سبحانه وتعالى يَحلف بما شاء من خلقه، وأما المخلوق فلا يحلف إلاَّ بالله عز وجل، والله سبحانه وتعالى لا يُقسم إلاَّ بشيء فيه عبرة وله خاصية؛ لأجل أن يعتبر العباد بهذه الأشياء التي يُقْسِم الله عز وجل بها.
فقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلشَّمۡسِ﴾، أَقسم بالشمس، وهي: الكوكب العظيم والسراج الذي يضيء الكون، فالله سبحانه وتعالى جعل الشمس سراجًا تضيء الكون كله، حتى إن ضوءها لَيَدخل في الجحور والكهوف، ثم يغيب من نصف الأرض إلى النصف الثاني، ويصبح النصف الأول ليلاً... وهكذا، وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى.
﴿وَضُحَىٰهَا﴾، أي: ضوئها وضيائها، وهذا الضحى، وهذا الضوء العظيم الذي يمحو ظلام الليل.
ثم هذا السراج أيضًا لا يتغير، إلى أن يشاء الله عز وجل نهاية الأجل وانقضاء الدنيا، فهو دائمًا مضيء لهذا الكون المدة التي قَدَّرها الله سبحانه وتعالى،
الصفحة 1 / 524