إلاَّ
إذا أصابه كسوف فإنه يتغير ضوء الشمس وينحجب عن الناس، فحينئذٍ تُشْرَع صلاة
الكسوف والدعاء؛ خَشية أن يكون هذا بداية عذاب أو بداية تغير في الكون.
ثم
أَقسم سبحانه وتعالى بالقمر، الذي هو الكوكب الثاني، فقال عز وجل: ﴿وَٱلۡقَمَرِ إِذَا
تَلَىٰهَا﴾، إذا تلا الشمس، فإذا
غََرَبت الشمس أظلم الكون، وجاء القمر نورًا للكون، يضيء للناس في الليل... وهكذا
يتعاقبان إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومَن عليها.
فهو
يتلو الشمس، يَبعد عنها شيئًا فشيئًا منتصف الشهر، فينتهي بعده عنها، ويتكامل ضوءه
ويكون بدرًا، ثم إنه ينقص شيئًا فشيئًا إلى آخر الشهر فيَغرب بعدها بيسير وينتهي
الشهر، ويظهر الهلال، وهذا تقدير الله سبحانه وتعالى.
والقمر
- أيضًا - يعتريه الخسوف ويصيبه ما يصيب الشمس أحيانًا، فتُشْرَع حينئذٍ صلاة
الخسوف.
﴿وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا﴾،
جَلَّى الكون وجَلَّى البسيطة بضوئه وإشراقه، بعد أن كانت مظلمة، فتصبح مسفرة
مضيئة!! وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى.
﴿وَٱلَّيۡلِ
إِذَا يَغۡشَىٰهَا﴾، ثم يأتي
الليل بعد النهار، يكور الليل على النهار، ويكور النهار على الليل، هذا يَطلب هذا
حثيثًا، ولكن النهار في وقته والليل في وقته حتى يستويا، فيَزيد الليل ويَنقص
النهار، قال عز وجل: ﴿يُولِجُ
ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ
وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ
ٱلۡمُلۡكُۚ﴾ [فاطر: 13]، وهذا من آيات
الله عز وجل؛ من أجل مصالح العباد.
فلا يوجد إله غير الله سبحانه وتعالى يأتيكم بالليل والنهار، وليس هناك إله يُصَرِّف هذا الكون، ويأتي بالليل في وقته والنهار في وقته، ولو شاء سبحانه وتعالى