×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

لجعل النهار سرمدًا إلى يوم القيامة، فلا تستريحون ولا تنامون! ولم يقل أحد غير الله: إني فعلتُ هذا.

ثم قال عز وجل: ﴿وَٱلسَّمَآءِ، أَقسم بالسماء، وهي السقف المرتفع. والمراد: السماوات السبع، ﴿وَمَا بَنَىٰهَا، أي: رَفَعها، فجَعَل الله سبحانه وتعالى السماء بناء، أي: سقفًا مرتفعًا عن الأرض.

﴿وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا أي: والسماء وبنائها، أو: والذي بناها.

﴿وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا، أي: أوسعها. قال عز وجل: ﴿وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ [الذاريات: 48]. فالأرض مفروشة للناس، ينامون ويسيرون عليها، فهي مبسوطة لأجل أن يسيروا عليها، ولم يجعلها كلها مرتفعة، قال عز وجل: ﴿وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ [الغاشية: 20]، فهي مُمَهَّدة ومُسَهَّلة للناس لينتظم معاشهم وراحتهم عليها.

ولو كانت الأرض ضيقة، لتزاحم الناس وتقاتلوا، وحصل الضرر! فأوسعها سبحانه وتعالى لكيلا يتضايقوا فيها، فكُلٌّ يعيش فيما عنده من الأرض، ولا يحصل زحام ولا ضرر على الناس، فكل يعيش في المكان الذي يَسَّره الله له، وعند كُلٍّ ما يحتاج إليه من رزق الله سبحانه وتعالى، ويألف المكان الذي يعيش فيه.

وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى: خَلَق السموات، والأرض مع سعتهما لمصالح العباد، فالأرض فراش والسماء سقف، قال عز وجل: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ [الأنبياء: 32]، سقف للأرض، وفيها مصالح للعباد.

﴿وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا، المراد بها: نفس الإنسان، وهي التي تحركه وتُسَيِّره.

والنفس هي الرُّوح، وهذه الرُّوح من آيات الله عز وجل، ولا تَعلم البشرية بعلومها وتجارِبها حقيقتها، وعجزت أن تدرك ما حقيقة الرُّوح!


الشرح