عَلَيۡكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ
إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِلَيۡلٖ تَسۡكُنُونَ فِيهِۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ﴾
[القصص: 71- 72].
وقال
عز وجل: ﴿وَمِنۡ
ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ
لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن
كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾
[فصلت: 37].
قال
عز وجل: ﴿وَمَا
خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ﴾،
«ما» بمعنى «الذي»، أي: والذي خَلَق الذَّكَر والأنثى، وهو الله سبحانه وتعالى.
والظاهر:
أن الذَّكَر والأنثى عامان لكل المخلوقات، فـ ﴿ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ﴾،
أي: جنس الذَّكَر وجنس الأنثى، قال عز وجل: ﴿وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: 49]، من بني آدم، ومن البهائم، ومن كل شيء،
ومن النباتات والأشجار، فكلها تتكون من ذَكَر وأنثى؛ من أجل بقاء النوع والنسل،
وهذا من حكمته سبحانه وتعالى ورحمته بعباده.
وقيل:
المراد بقوله عز وجل: ﴿ٱلذَّكَرَ
وَٱلۡأُنثَىٰٓ﴾، أي: آدم عليه السلام
وحواء.
ولكن
الظاهر - والله أعلم - العموم، ويَدخل فيه آدم وحواء من باب أَوْلى، فهو ماء واحد،
ويُكَوِّن الله سبحانه وتعالى منه الذَّكَر والأنثى، أو مادة واحدة ويُكَوِّن الله
جل جلاله منها شيئين متضادين، وهذا من آياته سبحانه وتعالى.
وجواب
القَسَم هو قوله عز وجل: ﴿إِنَّ سَعۡيَكُمۡ لَشَتَّىٰ﴾، أي: إن سعيكم أيها الناس وعملكم في هذه الحياة - لَمختلف:
فمنكم المؤمن ومنكم الكافر، ومنكم المطيع ومنكم العاصي، ومنكم مَن يعمل عملاً
مثمرًا ومنكم مَن يعمل عملاً فاسدًا مدمرًا. فاختلاف أعمال الناس وتضاد الخير
والشر - من آيات الله سبحانه وتعالى.
﴿لَشَتَّىٰ﴾، أي: لَمختلف ومتضاد، مثل تضاد الليل والنهار، والذَّكَر والأنثى.