فلا
يقضي المسلم وقت الفراغ في اللهو واللعب، بل في العبادة وذِكر الله سبحانه وتعالى.
عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَتَانِ
مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ» ([1]).
﴿وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب﴾،
وهذا يقتضي الحصر؛ بسبب تقديم المعمول على العامل، فالله سبحانه وتعالى ما قال:
«فارغب إلى ربك»، بل إنه سبحانه وتعالى قال: ﴿وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب﴾،
فقَدَّم الجار والمجرور ليفيد الحصر، أي: اجعل رغبتك إلى الله سبحانه وتعالى وحده،
وهذا من التوحيد؛ لأن الرغبة إلى الله عبادة، والعبادة يجب إخلاصها لله سبحانه
وتعالى.
وقيل:
إذا فَرَغتَ من الصلاة، فارغب إلى الله بالدعاء والذِّكر. فأَتْبِع الصلاة
بالذِّكر.
فالحاصل:
أن المسلم لا يضيع وقته إذا فَرَغ، وإنما يستغله فيما ينفعه في دينه وفي دنياه؛
لأن الفراغ نعمة من الله سبحانه وتعالى، المشغول لا يتمكن مما يتمكن منه الفارغ،
فهو مشغول بما هو فيه، فالفراغ نعمة من الله سبحانه وتعالى.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
*****
([1])أخرجه: البخاري رقم (6412).
الصفحة 5 / 524