وعن
ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وَاعْلَمْ
أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْرًا» ([1]).
وكرره
الله سبحانه وتعالى في آيتين: ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا﴾،
فالعسر واحد لكن اليسر يسران؛ لأنه نكرة يقتضي التَّكرار، فالعسر واحد واليسر
يسران؛ ولهذا عند نزول هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أَبْشِرُوا!
أَتَاكُمُ اليُسْرُ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ».
وقال
الله سبحانه وتعالى: ﴿مَعَ﴾، فاليسر مُقارِن له، أي: كلما جاء العسر جاء معه اليسر.
قال
ابن مسعود رضي الله عنه: «لَوْ أَنَّ الْعُسْرَ دَخَلَ فِي جُحْرٍ لَجَاءَ
الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ مَعَهُ» ([2]).
فدائمًا
العسر يعقبه اليسر - والحمد لله -، وهذا كله تطمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وتطمين لأمته، أنه مهما اشتد أذى الكفار وتطاول الكفار والمنافقون والملاحدة، فإن
تطاولهم سيزول، ويَعقبه اليسر والفرج بإذن الله سبحانه وتعالى !
وهذا
يقتضي أن المسلم لا ييأس ولا يقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى، مهما اشتد به
العسر؛ لأن الفرج قريب، وهو قرين العسر، فكلما اشتد العسر اشتد الرجاء.
ثم قال الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ ٧ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب﴾، إذا فَرَغتَ من أشغالك الدنيوية فانصب في العبادة. والنَّصَب هو التعب.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2803)، والطبراني في «الكبير» رقم (11243)، والحاكم رقم (6304).