×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ءَامِنٗا [العنكبوت: 67]، وقال عز وجل: ﴿فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ[آل عمران: 97].

وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى ! حتى في وقت الجاهلية كانوا يتقاتلون، ولكنهم إذا دخلوا الحرم امتنعوا عن القتال، حتى إن الرجل يَلْقَى قاتل أبيه ولا يتعرض له حتى يَخرج من الحرم.

وقد ذَكَر العلماء أن الحكمة من تخصيص هذه المواطن بالقَسَم هي أنها مواطن الأنبياء:

﴿وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ، يراد به: بلاد الشام، التي بها بيت المقدس، التي بَعَث الله سبحانه وتعالى منها عيسى ابن مريم عليه السلام.

﴿وَطُورِ سِينِينَ، هو: الجبل الذي كَلَّم الله سبحانه وتعالى عليه نبيه موسى عليه السلام.

﴿وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ، هو البلد الذي بَعَث منه محمدًا صلى الله عليه وسلم.

فالله سبحانه وتعالى خصها بالذِّكر وأَقسم بها؛ لأنها مبعث الأنبياء الثلاثة من أُولي العزم: عيسى عليه السلام، وموسى عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم.

وقد جاء في التوراة إشارة إلى هذا، وهي قوله: «ظَهَرَ اللهُ فِي سَيْنَاءَ، وَأَشْرَقَ مِنْ سَعِيرٍ، وَاسْتَعْلَم مِنْ فَارَانَ».

فظهور الله من سيناء يراد به: الجبل الذي كَلَّم الله سبحانه وتعالى عليه نبيه موسى عليه السلام.

وأشرق من سعير، وهي بلاد الشام، التي بُعِث منها عيسى ابن مريم عليه السلام.

واستعلم من فاران، وهي مكة، فجبال مكة تسمى فاران، بَعَث منها رسوله وخاتم النبيين محمدًا صلى الله عليه وسلم.

فهذه بلاد مُعظَّمة، بَعَث الله سبحانه وتعالى منها ثلاثة من أُولِي العزم من الرسل.


الشرح