وجواب
القَسَم هو قوله عز وجل: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ﴾﴿لَقَدۡ﴾ اللام واقعة
في جواب القسم، و«قد»: حرف تحقيق، ﴿خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ﴾،
أي: جنس الإنسان، ﴿فِيٓ
أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ﴾، في أحسن
صورة. فأحسن صورة هي صورة الإنسان، وأحسن قامة هي قامة الإنسان، فهو أحسن
المخلوقات باعتداله وتناسب أعضائه وحواسه وجمال صورته.
فالإنسان
أجمل المخلوقات؛ لأن الله سبحانه وتعالى يريد به شيئًا، وهو أن يعبده سبحانه
وتعالى، فأنعم الله سبحانه وتعالى عليه بجمال الصورة وحُسْن المظهر، وأعطاه العقل
الذي يميز به بين الضار والنافع، والطيب والخبيث، وأعطاه خصائص ليست لبقية
المخلوقات، فجعله على هذا الشكل الجميل، يمشي على رِجلين معتدلاً مستويًا.
كما
قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلۡإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ ٦ ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ ٧ فِيٓ
أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ﴾
[الانفطار: 6- 8].
وقال
عز وجل: ﴿لَقَدۡ
خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ﴾
[البلد: 4]، على أحد التفسيرين: ﴿فِي كَبَدٍ﴾،
أي: في اعتدال القامة وأحسن صورة.
قال
عز وجل: ﴿ثُمَّ
رَدَدۡنَٰهُ﴾، أي: رجعناه.
فيه
معنيان:
المعنى
الأول: ﴿ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ﴾،
أي: إلى الهَرَم والكِبَر، فتتغير صورته وتتغير ملامحه، ويخف عقله أو يُفقد، قال
عز وجل: ﴿وَمِنكُم
مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا
يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡٔٗاۚ﴾ [الحج: 5].
والمعنى
الثاني: ﴿ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ﴾،
أي: الكافر، ﴿أَسۡفَلَ
سَٰفِلِينَ﴾، أي: إلى النار.
وعلى المعنى الأول، فإنه عامٌّ لكل إنسان: المؤمن والكافر، يدركه الهَرَم والكِبَر.