×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

الذي خلقك من عدم؟ أليس قادرًا على أن يعيدك؟ بلى.

قال عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [الروم: 27].

فكل شيء عليه هَيِّن سبحانه وتعالى، ولكن هذا من باب مخاطبة العقول، أن الذي قَدَر على البداءة من عدم قادر على الإعادة من باب أَوْلى.

ثم قال عز وجل: ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ، وهذه حجة أخرى على البعث. الحُجة الأولى: البداية دليل على الإعادة من باب أَوْلى. والحُجة الثانية هي قوله عز وجل: ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ.

فمِن حكمته سبحانه وتعالى أَنْ جعل البعث والحساب؛ لئلا يُفلت الظالم الذي أفنى حياته في الكفر والإلحاد، ثم ينتهي ولا يحاسب ولا يُجازَى!! فهذا لا يليق بحكمة الله سبحانه وتعالى.

وكذلك المؤمن الذي أفنى حياته في طاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته، ينتهي به الموت ولا يعاد، ولا يُجازَى؟! وهذا يتنافى مع حكمة الله سبحانه وتعالى.

فالذي يُنْكِر البعث يَجحد حكمة الله سبحانه وتعالى ويطعن فيها!!

فهو سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين، فلا يليق به أن يترك عباده يعملون في هذه الدنيا من الخير أو الشر، أو الكفر أو الإيمان، ثم ينتهون نهاية واحدة ولا يُحاسَبون، فهذا لا يليق بحكمة الله سبحانه وتعالى؛ لأن هذا من العبث الذي يُنَزَّه الله جل جلاله عنه، قال عز وجل: ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ١١٥ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ [المؤمنون: 115- 116]، فتعالى الله سبحانه وتعالى عن هذا العبث، وتَنَزَّه سبحانه وتعالى !!

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد.

*****


الشرح