بمحمد
صلى الله عليه وسلم، فكَتَب الله سبحانه وتعالى لهم الأجر مرتين ([1]).
قال
عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ
كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ
لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾
[الحديد: 28].
وقال
عز وجل: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ
وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ﴾
[القصص: 54].
أي:
أهل الكتاب الذين آمنوا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم - يُؤْتَون أجرهم
مرتين: مرة على إيمانهم بالرسل السابقين، ومرة على إيمانهم بمحمد صلى الله عليه
وسلم.
وأما
مَن كفر بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كفر بالأنبياء السابقين كلهم؛ لأن
مَن كفر بنبي واحد فقد كفر بجميع الأنبياء والرسل، قال عز وجل: ﴿ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ
أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ
وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ
رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [البقرة:
285].
فأهل
الكتاب صنفان: صنف مؤمنون، وصنف كافرون.
وهذا
فيه رَدٌّ على من يقول الآن: إن أهل الكتاب كلهم مؤمنون. فليسوا مؤمنين كلهم،
إلاَّ مَن قد آمن برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وأما مَن كفر بمحمد صلى
الله عليه وسلم فليس بمؤمن، وهو كافر، في جهنم.
قال عز وجل: ﴿لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾، المراد بـ «المشركين»: مَن لا كتاب لهم من عبدة الأصنام والمجوس... وغيرهم من الملاحدة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3011)، ومسلم رقم (154).