فكل هذه الآيات بمعنى واحد
وإن اختلفت ألفاظها، فالأرض تضطرب عند قيام الساعة اضطرابًا شديدًا، يتغير معه ما
على وجهها ويَخرج ما فيها.
قال
عز وجل: ﴿وَأَخۡرَجَتِ
ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا﴾،
أي: ما في بطنها من معادن وأموات، فإنها تلفظها عند هذا الهول العظيم.
﴿أَثۡقَالَهَا﴾،
وهي الأشياء المخزونة فيها، والتي كانت تثقلها من كثرتها.
﴿وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ﴾،
جنس الإنسان، ﴿مَا
لَهَا﴾، يسأل مستغربًا ومتعجبًا:
ما الذي حصل لها؟! وما السبب الذي حركها؟!
﴿يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا﴾،
أي: تنطق وتتكلم؛ لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، كل شيء يتكلم إذا أراد
الله سبحانه وتعالى.
فتُخْبِر
بما فُعِل على ظهرها من خير أو شر، وتشهد على الناس بما عملوا على ظهرها من خير أو
شر.
والسبب:
﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ
لَهَا﴾، أَمَرها الله سبحانه
وتعالى أن تخبر بما عمل عليها، وتشهد على الناس بما عملوا عليها من خير، أو شر،
فأخبرت بذلك.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى حالة الناس في هذا اليوم، وأنهم ينقسمون إلى قسمين،
فقال: ﴿يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ
ٱلنَّاسُ﴾، يَصدرون من الموقف، وهو
المحشر، ﴿أَشۡتَاتٗا﴾، أي: متفرقين: المؤمنون جميعًا، والكفار جميعًا، فراقًا
لا اجتماع بعده، وكانوا في الدنيا متفرقين، ثم إنهم يتفرقون فراقًا لا لقاء بعده.
قال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ﴾ [الروم: 14]، يتفرقون،